LiiFE :
Şahindal was opposed to her family's insistence on an arranged marriage, and instead selected her own boyfriend. At first she kept the relationship secret, but her father found out about it.
Fadime then left her family and moved to Sundsvall, where her brother found her and threatened her. She went to the police who advised her at first to talk to her family. She then turned to the media with her story, after which she turned again to the police and was offered a secret identity. By turning to the media Fadime managed to receive support from the Swedish authorities, but she had also made the "shame" of her family public.
She filed a lawsuit against her father and brother and won - her father was accused of unlawful threats.
The next month, in June 1998, they were scheduled to move in together when the boyfriend, Patrick, died in a car accident. He was buried in Uppsala.
Her father forbade her to visit Uppsala, since he did not want her to visit her former boyfriend's grave. Nalin Pekgul, a Kurdish-Swedish parliamentarian negotiated a compromise in which Şahindal agreed to stay away from Uppsala and her father promised not to stalk her.
On 20 November 2001 the Violence against Women network arranged a seminar about the topic "Integration on whose terms?". During the seminar Fadime spoke in front of the Swedish parliament about her personal story.
On 21 January 2002, Fadime was secretly visiting her mother and sisters in Uppsala. Her father arrived and shot her in the head, in front of her mother and two sisters. Confronted by police, he confessed and said to his defence that he was ill. Despite the confession, one of her cousins later tried to convince the police that he had killed her.
Her murder sparked a debate in Sweden about immigrant integration and raised questions regarding Patrick's death.
Fadime was buried in Uppsala.
قال النبي صلى الله عليه وسلم : « ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما (يعني من ثواب) لأتوهما ولو حبوا (أي زحفا على الأقدام) » رواه الإمام البخاري في باب الآذان.
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا تترك الصلاة متعمدا، فإنه من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله » رواه الإمام أحمد في مسنده.
الموشح فن شعري فيه لون جديد من النظم ظهر في الاندلس وازدهر في القرن الرابع الهجري . فيه خروج عن وحدتي الوزن والقافية وعناية شديدة بالموسيقى
بين القرن العاشر والحادي عشر الميلاديين، جاء جيل جديد من الشعراء، نَمَا وترعرع في ربوع ال أندلس بين الطبيعة الغنّاء وأجواء الترف ومجالس الطرب، فأثرت بهجة الطبيعة المتحررة من الرتابة على عطائهم؛ فلم يتقيدوا بأوزان وبحور الشعر التقليدي، بل تنقلوا في القصيدة الواحدة بين بحور الشعر وقوافيه وأوزانه كما الطبيعة، وظهر هذا الشعر غير التقليدي في مجالس اللهو والطرب، فتداخل فن الغناء مع هذه الألوان، وأعطاها الذوق السمعي والحس الإيقاعي فكان الموشح، وهو فن أنيق من فنون الشعر العربي، وهو في اعتماده على أكثر من وزن وقافية مع التنويع العروضي هو أقرب إلى التوزيع الموسيقي؛ حيث تكون الموشحة الأدبية أقرب إلى قطعة موسيقية، وبهذا اختلف الموشح عن القصيدة؛ لأن القصيدة تغنى مرسلة حرة لا إيقاع لها، فضلا عن بحرها الواحد وقافيتها الموحدة، وبذلك أصبحت الموشحة صالحة لأن تُغنى، كما أنها تتيح للمغنِّي ترديد أنغامه وترقيق صوته وتنويع ألحانه
يقول صاحب لسان العرب نقلا عن الجوهري في صحاحه: الوشاح يُنسج من أديمٍ عريضا, ويُرصع بالجواهر, وتشده المرأة بين عاتقيْها وكشحيْها
المراد بالعاتق: ما بين العنق والكتف, وبالكشح:الخاصرة التي يدورالحزام حولها
ولعل هذا النوع من الوشاح مما كان يتخذه أهل البوادي, فينسجون أديماعريضا من سيور رفيعة, ثم يرصعونه بالجواهر المختلفة الأقدار والألوان على نسب خاصة, ثم تشده المرأة في الأعراس ونحوها بين عاتقيها وكشحيْها بصيغة التثنية أي أنها تتخذوشاحين, وربما فعله بعض النسوة مبالغة في الزينة أو تظاهرا بالغنى والثراء
ويقول الأستاذ مصطفى السقا في كتابه (المختار من الموشحات) تعليقا علىالسطور السابقة:
هذا أصل معنى الموشحات, كما جاء في معاجم اللغة, وقد توسع العربفي الكلمة, فأطلقوها مجازا على أشياء: منها القوس, فتكون في وضعها على الكتف أشبه بالوشاح, ومنها الثوب يلتفّ به صاحبه كما يوضع الوشاح بين العاتق والكشح. ومنهاالسيف, سموه وشاحا على التشبيه به, لأن صاحبه يتوشح بحمائل سيفه, فتقع الحمائل على عاتقه اليسرى وتكون اليمنى مكشوفة, وربما سمي السيف وشاحةً - بالتاء - أيضا, كمايقال: إزار وإزارة, وقد يسمى الكشح وشاحا لأن الوشاح يعقد عند الكشح.
يقال امرأةغرثى الوشاح: إذا كانت هيفاء.
ثم يقول إن الموشحات الشعرية إنما سميت بذلك لأن تعدد قوافيها على نظام خاص جعل لها جرسا موسيقيا لذيذاً ونغما حلوا, تتقبله الأسماع وترتاح لها النفوس, وقد قامت القوافي فيها مقام الترصيع بالجواهر واللآلئ في الوشح فلذلك أطلق عليها (الموشحات) أي الأشعار المزينة بالقوافي والأجزاء الخاصة, ومفردها موشح, أينظم فمعناها منظومة موشحة أي مزيّنة. ولذا لا يقال قصيدة موشحة, لأن لفظ القصيدةخاص بأشعار العرب المنظومة في البحور الستة عشر كما جاءت في علم العروض.
شعراء الموشحات
يجيء اسم "أحمد بن عبد ربه" صاحب العقد الفريد في مقدمة مبتدعي الموشحات في الأندلس
أما المؤلف الفعلي لهذا الفن- كما أجمع المؤرخين- فهو أبو بكر عبادة بن ماء السماء المتوفَّى عام 422هـ
ثم يجيء بعد ذلك عبادة القزاز
ثم الأعمى النطيلي كبير شعراء الموشحات، في عصر المرابطين المتوفَّى عام 520هـ
وابن باجه الفيلسوف الشاعر المتوفَّى سنة 533هـ
ولسان الدين بن الخطيب وزير بني الأحمر بغرناطة المتوفَّى سنة 776هـ
استمر هذا الفن في الأندلس منذ أن جددت مدرسة زرياب في الشعر، فأخرجت لنا الموشحات، إلى أن سقطت غرناطة في القرن التاسع الهجري 897هـ
بالاضافة الى
محمد القبري الضرير
مقدّم بن معافر الفريري
ابن عبد ربه
يوسف بن هارون الرمادي
عبادة بن ماء السماء
قال في المعتصم بن صمادح ملك المرية:
ولو لم أكن عبدا لآل صمادح
وفي ارضهم اصلي وعيشي ومولدي
لما كان لي الا اليهم ترحل
وفي ظلهم امسي واضحي واغتدي.
ابو بكر محمد بن عيسى الداني(ابن اللبانه)
قال:
في نرجس الاحداق وسوسن الاجياد
نبت الهوى مغروس بين القنا المياد
ومن موشحاته:
شاهدي في الحب من حرقي
ادمع كالجمر تنذرف
تعجز الاوصاف عن قمر
خده يدمي من النظر
بشر يسمو على البشر
قد براه الله من علق
ماعسى في حسنه اصف يحي بن محمد الانصاري(الصيرفي)
قال:
روضة زبرجدية ونسيم يتبختر
في غلال ندية اشربت مسك وعنبر
سحب من لازورد وبروق من نضار
كلما اتت بوعد كحلت بمثل نار
فبكت بماء ورد في خدود من بهار
ومن بين الموشحات الأندلسية التي ذاعت شهرتها بعد أن أصبح لها في مجال الغناء دوران واسع وانتشار كبير موشحة للسان الدين بن الخطيب يقول في مستهلها:
جادك الغيث إذا الغيث همى يا زمان الوصل بالأندلس
لم يكن وصلك إلا حُلُما
في الكرى, أو خُلسة المختلس
إذ يقود الدهر أشتات المنى
تنقل الخطو على ما يرسمُ زمراً بين فُرادى وثُنى مثلما يدعو الوفود الموسُم والحيا قد جلّل الروض سنا فثغور الزهر عنه تبسمُ وروى النعمان عن ماء السما كيف يروي مالك عن أَنسِ فكساه الحسنُ ثوباً مُعْلَما يزدهي منه بأبهى ملبسِ
*** في ليالٍ كتمت سرّ الهوى بالدجى لولا شموسُ القمرِ مال نجم الكأس فيها وهوى مستقيم السير سعد الأَثرِ وطرٌ ما فيه من عيب سوى أنه مرّ كلمْحِ البصرِ حين لذّ الأنسُ شيئاً أو كما هجم الصبحُ هجوم الحرسِ غارت الشهبُ بنا أو رُبّما أثرت فينا عيون النرجس
***
أيّ شيءٍ لامرئٍ قد خَلَصا فيكون الروض قد مُكّن فيه تنهب الأزهار فيه الفُرصا أمنتْ من مكره ما تتّقيه فإذا الماء تناجى والحصى وخلا كلّ خليلٍ بأخيه تبصُر الورد غيوراً بَرِما يكتسي من غيظه ما يكتسي وترى الآس لبيبا فهِما يسرق السّمع بأذنيْ فَرسِ *** يا أُهيْلَ الحيّ من وادي الغضى وبقلبي سكنٌ أنتم بِه ضاق عن وجدي بكم رحْبُ الفضا لا أبالي شرْقه من غرْبِه فأعيدوا عهد أُنسٍ قد مضى تُعتقوا عانيكم من كرْبِه واتقوا الله وأحيوا مُغرما يتلاشى نفساً في نَفسِ حبس القلب عليكم كرَما أفترضوْنَ عفاءَ الحُبسِ *** وبقلبي منكمو مُقتربُ بأحاديث المنى هو بعيدْ قمر اطلع منه المغربُ شِقوة المُغْرى به وهو سعيدْ قد تساوى محسن أو مذنبٌ في هواه بين وعدٍ ووعيدْ ساحرُ المقلة معسولُ اللّمى جال في النفس مجالَ النَّفَسِ سدّد السهم وسمّى ورمى ففؤادي نُهبة المفترسِ *** إن يكن جار وخاب الأملُ وفؤاد الصبّ بالشوق يذوبْ فهو للنفس حبيبٌ أولُ ليس في الحبّ لمحبوبٍ ذنوبْ أمرهُ مُعتَملٌ مُمتثلُ في ضلوعٍ قد براها وقلوبْ حكم اللحُظ بها فاحتكما لم يراقب في ضعاف الأنفسِ منصف المظلوم ممن ظلما ومُجازى البَرِّ منها والمُسي *** ما لقلبي كلّما هبّت صَبا عاده عيدٌ من الشوق جديدْ كان في اللوح له مكْتتبا قوله إنّ عذابي لشديد جلب الهمّ له والوَصبا فهو للأشجان في جَهْدٍ جهِيدْ لا عجٌ في أضلعي قد أُضرما فهي نار في هشيم اليِبَسِ لم يدعْ في مهجتي إلا ذَما كبقاء الصبح بعد الغَلسِ *** سلّمي يا نفس في حكم القضا واعمُري الوقت بُرجعى ومتاب دعْكِ من ذكرى زمانٍ قد مضى بين عُتبى قد تقضْت وعتاب واصرفي القول إلى المولى الرّضا مُلهَمِ التوفيق في أُمّ الكتابُ الكريم المُنْتَهى والمُنْتمى أشدِ السّرْجِ وبدر المجلسِ ينزلُ النصر عليه مثْلَ ما ينزلُ الوحيُ بروحِ القُدُسِ
***
مصطفى الله سميَّ المصطفى الغني بالله عن كلِّ أُحدْ من إذا من عقد العقد وفى وإذا ما قبحُ الخطْبُ عَقدْ من بني قيس بن سعدٍ وكفى حيثُ بيت النصر مرفوع العَمْد حيث بيتُ النصر محميُّ الحمى وجنى الفضل زكيّ المغْرسِ والهوَى ظلّ ظليلٌ ختِما والنّدى هبّ إلى المُغترسِ *** هاكها يا سبْط أنصار العلا والذي إن عثر الدهرُ وأقال غادة ألبسها الحسنُ ملا تبهرُ العين جِلاءً وصِقالْ عارضتْ لفظاً ومعنى وحِلَى قوْلَ من أنطقهُ الحبُّ فقال: هل درى ظبى الحمى أن قد حمى قلب حبِّ حلّه عن مكْنسي فهو في حرٍّ وخفْقٍ مثلما لعبت ريح الصِّبا بالقبس
ولم يكن اختيارها للغناء في أزمنة مختلفة, وألحان متعددة لونا من المصادفة, وإنما هو دليل رقتها وعذوبتها لغةً وصورا وإيقاعات, وامتلاؤها بهذا الشجن الشفيف الذي كأنه يبكي عصرا جميلا ولّى وزمنا حلوا رحل هو زمان الوصل بالأندلس, مماجعلها تلمس أوتارا في النفس الإنسانية, عندما تعزف كلماتها على لحن التذكر والأسىوالحنين ومحاولة استرجاع ما فات
-------
أما صاحب هذه الموشحة البديعة لسان الدين بن الخطيب فتقول الموسوعةالعربية الميسرة إنه ولد في عام 1313 وتوفي في عام 1374 ميلادية. أديب ومؤرخ وطبيب.
ولد بِلُوشة قرب غرناطة ومات بفاس. درس الطب والفلسفة والفقه واللغةوالأدب, وخدم الوزير علي بن الجياب واستوزره بنو الأحمر. ألّف حوالي ستين كتابامعظمها في التاريخ والجغرافيا والأدب والطب, أهمها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) و(اللمحة البدرية في الدولة النصرية), و(معيار الاختيار في ذكر المعاهد والديار) و(خطرة الطيف في رحلة الشتاء والصيف) و(ريحانة الكتّاب ونجعة المنتاب). وله خطب معروفة ورسائل مطنبة ومسجوعة, وموشحات رقيقة, وديوان شعر. يعد من أعظم رجال الأندلس في عهدها الأخير.
والطريف أن لسان الدين بن الخطيب يختتم موشحه بما بدأ به ابن سهل الإشبيلي موشحه المشهور, على سبيل المعارضة, وكأنه - أي لسان الدين - يحاول التذكير بأنه قد نسج على منوال ابن سهل, من حيث الوزن والنظام الشعري للموشحة والقوافي المستخدمة. وابن سهل له مكانته المتقدمة في ديوان الموشحات, وله عدد كبير منها, كان يهوديا فأسلم, ولهذا فهو يسمى أحيانا بابن سهل الإسرائيلي, وله قصيدة في مدح الرسول الكريم قبل أن يسلم, وقد توفي غريقا مع ابن خلاص والى (سِبْتة)
سنة ستمائة وتسع وأربعين هجرية وهو في سنّ الأربعين. ويرى فيه مؤرخو الأندلس أديباً ماهرا وشاعرافذّا مطبوعا, وعالما متمكنا.
والمتأمل في موشحة لسان الدين بن الخطيب - وغيرها من الموشحات - يلاحظ أنها موشحة غزلية, يترحم فيها الشاعر على زمان الوصل بمن كان يحب ويهوى, ثم يتخلص من مجال اهتمامه الأساسيْ - الغزل - ليتهيأ لمجال آخر هو المديح لممدوحه المسمى مصطفى والذي قال عنه إنه من بني قيْس بن سعد. وهو يقدم إليه مدْحته - موشحته - التي يصفها بأنها غادة لبست ملاءات الحسن, تبهر العين بجلائها وصقالها, وأنها عارضت موشحة ابن سهل - التي أشرنا إليها - وكأنما يُنبّه ممدوحه إلى أنها فاقت وتجاوزت ماجاء به ابن سهل, لفظا ومعنى وحِلَى,لتكون جديرة بالممدوح, مستحقة لتقديره ومكافأته على ما وفق إليه شاعره وبرع فيه. وأعتقد أن بعض نقادنا الذين هاجموا فن الموشحات الأندلسية واعتبروه شعرا كاذبا مصنوعا, خلا من ماء الطبع وكيميائه, يظلمون كثيرا من نماذجه التي نستروح من خلالها نسيم الشعر الجميل المنّدى, ونطرب لهذه الهتفات الصادرة عن نفوس خلية, وزمان رخي, قبل أن تدور الدائرة, ويتنكر الدهر للذين لم يرعوا حق الدولة والوطن, فتمزق الشمل وتفرق الأهل وسقطت العروش والتيجان, وضاع الأندلس من بين أيدي الذين راحوا يبكونه بكاء النساء لأنهم لم يحافظوا عليه كالرجال.
-------
لقد مثل هذا الفن الشعري الجميل خروجا على المألوف في تقاليد القصيدةالعربية القديمة, وانعطافة قوية في مسيرتها وفي تشكيلها الشعري والموسيقي, تلبية لحوافزالإبداع والمغايرة والتجديد. وأصبح تراثه المنسوب للشعراء الأندلسيين والمغاربة, وللشعراء المشارقة: المصريين والشاميين والعراقيين, صفحة مضيئة فاتنة في ديوان الشعر العربي كله, لها مذاقها وخصوصيتها وأفقها المتوهج بالأنغام والإيقاعات التي جعلت من الموشحة النصّ الشعري الملحن المصاحب لحركة الجسد بالرقص وانطلاقةالصوت بالغناء, وما أكثر مواسم الرقص والغناء في حياة الأندلسيين على وجه الخصوص.
وتبقى في أسماعنا, ووجداننا, كلمات الشاعر العالم الأديب: لسان الدينبن الخطيب وهو يقول في موشح ثان:
رُبّ ليلٍ ظفرتُ بالبدْرِ
ونجوم السماءِ, لم تدْرِ
حفظ الله ليْلَنا ورعى
أيّ شملٍ من الهوى جَمَعا
غفل الدهرُ والرقيبُ معا!
ليت نهْرَ النهارِ لم يبحُرِ
حكم اللهُ لي على الفجْرِ
اقسام الموشح:
-1
المطلع او اللازمة او المذهب: قفل البداية يسمى المطلع ويأتي مستقلا عن سائر اقسام الموشح وقد تكون قوافي المطلع متفقه او مختلفة. 2-
القفل: كلام يتكرر بوزنه وعدد اجزائة وقافيته مع كل دور وليس هناك عدد محدد من الاقفال ولكن الملاحظ ان اكثر الموشحات لها خمسة اقفال 3-
البيت: كلام يتكرر بوزنه وعدد اجزائه من دون قافيته وهو يقع بين قفلين. 4-
الدور: وهو مجموع بيت وقفل ولا يدخل المطلع في أي دور. 5-
الخرجه او قفل النهاية: هي آخر قفل في الموشح وتعتبر غايه في الاهمية وتاتي غالبا مختلفه عن سائر الاقفال اذ يجوز فيها اللحن 6-
الغصن والسمط: الغصن هو كل جزء من القفل مثل: ايها الساقي اليك المشتكى، والسمط هو كل جزء من البيت مثل: ونديم همت في غرته.
الموشحات الدينية
اعتمد المنشدون والوشاحون في أغانيهم الدينية على ما تعلموه من القرآن الكريم، ولم تكن الموشحات معروفة في البداية، فبين الحين والآخر كانت تظهر مقطوعة في مديح الرسول (صلى الله عليه وسلم)، أو مناجاة لله سبحانه وتعالى، حتى جاء العصر الفاطمي في مصر واتجه الفاطميون إلى الاهتمام بالاحتفالات والمناسبات الدينية، التي كانت مجالا واسعا تسابق فيه الشعراء والمنشدون في وضع الموشحات الدينية، التي كانت تؤدي في المناسبات، وتهدف الموشحات إلى التقرب إلى الله والخشوع له سبحانه، ولم يكد القرن التاسع عشر ينقضي حتى ظهر عدد كبير من منشدي الموشحات الدينية "كالشيخ إسماعيل سكر"، و"الشيخ أبو العلا محمد"، و"الشيخ إبراهيم الفران"، و"الشيخ علي محمود". كان معظم هؤلاء ينشدون الموشحات الدينية في حدود مقامات الراست والبياتي والصبا دون مصاحبة آلية، وكان البعض الآخر يؤدون الموشحات بمصاحبة بعض الآلات: كالناي، والكمان؛ تقليدا لطائفة المولوية التي دخلت مصر، وكان رجالها يلقون الألحان الدينية بلغتهم التركية في تكاياهم بمصاحبة الناي. وكان المنشدون المصريون يؤدون الموشحات بمساعدة مجموعة من ذوي الأصوات الجميلة يطلق عليها لقب البطانة، فالموشح الديني عبارة عن حوار وتبادل إنشادي بين المغني وبطانته. ومن رواد التلحين لهذا اللون الغنائي (الموشح الديني) نذكر "زكريا أحمد"، الذي جاءت ألحانه قريبة من الابتهالات الدينية، و"كامل الخلعي" الذي التزم في تلحينه للموشح الديني بوضعه على إحدى ضروب الموشحات الغنائية العاطفية
الشهر هو الزمن أو الوقت الذي يستغرقه القمر للدوران دورة كاملة حول الأرض، ولهذا أسمته العرب شهراً لأنه يشهر بالقمر. ويتراوح عدد أيام الشهور بين 28 يوم (29 يوم في السنة الكبيسة) و31 يوم. أما مصدر كلمة أسبوع فهو الرقم سبعة وهو عدد الأيام
أسماء الأشهر العربية وضعت في مطلع القرن الخامس الميلادي
.1
محرّم (محرّم الحرّام) وهو أول شهور السنة الهجرية ومن الأشهر الحرمعَدَدُ أَيَّامِهِ (30) يَوْماًسمى المحرّم لأن العرب كان يحرّمون القتال فيه.
2.
صفر:هُوَ الشَّهْرُ الثَّانِي مِنَ الشُّهُورِ القَمَرِيَّةِ، يَأْتِي بَعْدَ مُحَرَّمٍ، وَيَلِيهِ رَبِيعُ الأَوَّلُ، عَدَدُ أَيَّامِهِ (29) يَوْماً أو (30) يَوْماً.وهو مأخوذ من صَفِرَ الشيءُ صَفَراً، وصُفُوراً: خَلاَ ويقال صَفِرَ البيتُ من المتاعِ،أي خلا وافتقر. وصفرت الديار خلت من أهلهاسمي صفراً لأن ديار العرب كانت تصفر أي تخلو من أهلها للحرب
3.
ربيع الأول:الشَّهْرُ الثَّالِثُ مِنَ السَّنَةِ الهِجْرِيَّةِ، عَدَدُ أيَّامِهِ (30) يَوْماً ويُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ (29) يَوْماً فَقَطْ. سمي بذلك لأن تسميته جاءت في الربيع فلزمه ذلك الاسم.
4.
ربيع الثاني:الشَّهْرُ الرَّابِعُ مِنَ السَّنَةِ الهِجْرِيَّةِ، عَدَدُ أَيَّامِهِ (29) يَوْماً وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ (30) يَوْماً سمي بذلك لأن العرب كانوا يرتبعون فيه أي لرعيهم فيه العشب فسمى ربيعاً، ويقال سمي ربيعا لانه جاء في الربيع فلزمه هذا الاسم
5.
جمادى الأولى:مِنَ الشُّهُورٍ القَمَرِيَّةِ، وَهُوَ الشَّهْرُ الخَامِسُ، عَدَدُ أَيَّامِهِ (29) أو (30) يَوْمًا، يَأْتِي بَعْدَ رَبِيعِ الثَّانِي وَيَلِيهِ جُمَادَى الثَّانِيَةُ. كان يسمى قبل الإسلام باسم جمادى خمسة، وسمي جمادى لوقوعه في الشتاء وقت التسمية حيث جمد الماء
6.
جمادى الآخرة:مِنَ الشُّهُورِ القَمَرِيَّةِ وَهُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ، عَدَدُ أَيَّامِهِ (29) أو (30) يَوْمًا، يَأْتِي بَعْدَ جُمَادَى الأُولَى وَيَلِيهِ رَجَب. كان يسمى قبل الإسلام باسم جمادى ستة، سمي بذلك لأن تسميته جاءت في الشتاء أيضًا؛ فلزمه ذلك الاسم
7.
رجب الشَّهْرُ السَّابِعُ مِنَ السَّنَةِ الهِجْرِيَّةِ يَأْتِي بَعْدَ جُمَادَى الثَّانِيَةِ وَيَلِيهِ شَعْبَانُ، عَدَدُ أيَّامِهِ (30) يَوْماً أو (29) يَوْماً يقع بين جمادَى الآخرة وشعبان، وكانوا لا يستحلُّون القتال فيه ويعدُّونه من الأشهر الحُرم.وكان العرب يعظمونه بترك القتال و سمي رجباً لترجيبهم الرّماح من الأسنة لأنها تنزع منها فلا يقاتلوا، وقيل : رجب أي توقف عن القتال
8.
شعبان:الشَّهْرُ الثَّامِنُ مِنَ الشُّهُورِ القَمَرِيَّةِ، يَأْتِي بَعْدَ شَهْرِ رَجَبٍ، وَيَلِيهِ شَهْرُ رَمَضَانَ، عَدَدُ أَيَّامِهِ (29) يَوْماً أَوْ (30) يَوْماً كانت القبائل تتشعب للحرب و الإغارات بعد تركهم لها في رجب .فسمي كذلك شعبان.و لأنه شعب بين رجب ورمضان، وقيل: يتفرق الناس فيه ويتشعبون طلبا للماء
9.
رمضانالشَّهْرُ التَّاسِعُ مِنَ الشُّهورِ الهِجْرِيَّةِ، يَأْتِي بَعْدَ شَهْرِ شَعْبانَ وَيَليهِ شَهْرُ شَوَّالَ، عَدَدُ أَيَّامِهِ (30) يَوْماً، أو (29) يَوْماً فَقَطْ. وقد اشتق من كلمة الرمضاء لوقوعه في وقت اشتدادالحروهو شهر الصّوم عند المسلمين.
10.
شوالالشَّهْرُ العَاشِرُ مِنَ السَّنَةِ القَمَرِيَّةِ يَأْتِي بَعْدَ ذِي القِعْدَةِ وَيَلِيهِ رَمَضَانُ، عَدَدُ أَيَّامِهِ (30) يَوْماً أو (29) يَوْماً. سمي بذلك لأن الإبل كانت تشول فيه بأذنابها أي ترفعها طلبا للتلقيح .
11.
ذو القعدةالشَّهْرُ الحَادِي عَشَرَ، مِنَ الشُّهورِ القَمَرِيَّةِ، يَأْتِي بَعْدَ شَهْرِ شَوَّال، ويلِيهِ شَهْرُ ذِي الحِجَّةِ، عَدَدُ أيَّامِهِ (29) أَوْ (30) يَوْماً وسمي كذلك لأن العرب كانت تقعد فيه عن القتال .وهو من الأشهر الحرم. : سمي ذا القعدة لقعودهم في رحالهم عن الغزو والترحال فلا يطلبون كلأًً ولا ميرة على اعتباره من الأشهر الحرّم
12.
ذو الحجة الشَّهْرُ الثَّانِي عَشَرَ، مِنَ الشُّهورِ القَمَريَّةِ، يَأْتِي بَعْدَ شَهْرِ ذِي القِعْدَةِ وَيَلِيهِ شَهْر مُحَرَّم، عَدَدُ أيَّامِهِ (29) أو (30) يَوْماً. وسمي كذلك لأنه كان يقام فيه الحج .
وفيه موسم الحج وعيد الأضحى ومن الأشهر الحرم. سمي بذلك لأن العرب تذهب للحج في هذا الشهر
أسماء أيام الأسبوع في الجاهلية
مرت بثلاث مراحل عند العرب
المرحلة الأولى :
تجعل لكل ثلاثة أيام اسما معينا مستخرجا من أطوار القمر وأحواله .
فالليالي الثلاثة الأولى تسمى بالغرر
والثانية تسمى بالنفل
والثالثة تسمى بالتسع
والرابعة بالعشر
والخامسة بالبيض
والسادسة بالدرع
والسابعة بالظلم
والثامنة بالحنادس
والتاسعة بالدآديء
والعاشرة بالمحاق
المرحلة الثانية:
قال الشاعر الجاهلي :
أُؤَمّل أن أَعِيشَ وإنَّ يَوْمِي ** بأوّلَ أو بأهونَ أو جُبارِ
أَوِ التَّالِي دُبارَ ، فإن أَفُتْهُ ** فمؤنِسَ أو عَرُوبةَ أو شِيارِ
هِيَ الأَيَّامُ دُنيانا عَلَيها ** ممَرُّ اللَّيلِ دَأباً والنَّهارِ
أول : أحد_ لأجل أنه أول أيام الأسبوع
أهون او اهود : اثنين _ اهون وهو السكون وأهود من الوهدة وهي الانخفاض فكأن الأول هو الأعلى ثم انخفضوا في العدد
جبّار: ثلاثاء _ذلك لأن العدد قد جبر به وقيل غير ذلك
دبّار: أربعاء_ آخر العدد عندهم ، ودبر الشيء آخره ، ولذا فإن الخميس والجمعة قديما لم تسم بالعدد وإنما سميت عندهم بأمور تحصل وتقع فيها
مؤنس : خميس_ سموه بمؤنس لأنهم كانوا يميلون فيه إلى الملذات ويأنسون بذلك ، وقال بعضهم : بل يؤنس به لبركته ولقربه من يوم الجمعة الذي يتأهبون فيه للاجتماع فيه .
عروبة: جمعة _ فسمي بذلك لاجتماع الناس فيه للصلاة وقيل غيره وما ذكرته أولى وأقرب ، وكان يسمى عند العرب قديما بالعروبة بالألف واللام وقد يقال عروبة سميت بذلك لبيانها عن سائر الأيّام ، أو أنه قد بان لهم من الرأي ما كان في غيره خافيا ، والإعراب في اللغة: الإبانة والإفصاح . أو من العروبة : وهي المتحببة إلى زوجها وذلك والله أعلم لتعظيمهم وتقديسهم وحبهم له .
شيّار: سبت _ من شُرت الشّيء إذا أظهرته وبيّنته ، أو قد يكون محرفاً عن العبرية "شبات" أي يوم الراحة والسكون ، لأنهم في يوم السبت يخلدون إلى الراحة ويقفلون دكاكينهم ويعطلون أعمالهم ، وفعله عند المسلمين في يوم الجمعة تقليد ذميم .
المرحلة الثالثة:
السبت
الاحد
الاثنين
الثلاثاء
الاربعاء
الخميس
الجمعة
_____
منوع للمعلومات
...
و في المجال كتاب:
الأيام والليالي والشهور، تأليف: أبي زكريا يحيى بن زياد الفراء (ت207هـ)، تحقيق: إبراهيم الأبياري، دار الكتب الإسلامية، الطبعة الثانية، عام 1400هـ، في (143) صفحة
_______
أخوتي الكتاب الأحرار ولمن يتساءلون عن الوطن فقد تم تأسيس شبكة وطن الشمس الأدبية الفكرية وافتتاحها رسمياً بتاريخ 30/3/2009 ميلادي بهدف إقامة منبر حر نظيف يجمع الكتاب الأحرار الشرفاء صادقي الحرف والكلمة كرام الأمة ونخبها من كافة أقطار الوطن العربي والذين نعول عليهم بثقة ويقين لحمل رسالة ناهضة بالفكر والأدب بتجرد ونزاهة وحرص شديد على الرقي بهما / نسأل الله التوفيق وعلى نياتنا أرزقنا يارب !
Une vanité est une catégorie particulière de nature morte dont la composition allégorique suggère que l'existence terrestre est vide, vaine, la vie humaine précaire et de peu d'importance. Très répandu à l'époque baroque, particulièrement en Hollande, ce thème de la vanité s'étend à des représentations picturales comprenant aussi des personnages vivants comme Les Ambassadeurs d’Holbein.
Le terme traduit par « vanité » signifie littéralement « souffle léger, vapeur éphémère ». Le message est de méditer sur la nature passagère et vaine (d’où « vanité ») de la vie humaine, l’inutilité des plaisirs du monde face à la mort qui guette. C’est en même temps un élément essentiel à l’émergence de la nature morte en tant que genre.
من الألفاظ الواردة في معرض الذم والنكير والرفض في القرآن، تستوقفنا الألفاظ التالية: (الظلم)، و(الجور)، و(الرهق)، و(الهضم)، و(الضيزى)، وهي ألفاظ يجمعها قاسم مشترك، يدل على عمل غير مناسب شرعاً أو عرفاً أو عادة .
وسوف نقف مع كل لفظ من هذه الألفاظ، متتبعين معناه في اللغة، وناظرين مواضع توارده في القرآن؛ ليستبين لنا على ضوء ذلك دلالة هذه الألفاظ، وما يجمعها من معان، وما يفرقها من دلالات
لفظ (ظلم)
(الظلم) في أصله اللغوي يدل على وضع الشيء في غير موضعه، إما بنقصان أو بزيادة، وإما بعدول عن وقته أو مكانه. يقال: ظَلَم يَظْلِم ظَلْماً - بفتح الظاء وضمها - فهو ظالم وظلوم؛ وظَلَمَهُ حقه: أي: منعه حقه كله أو بعضه؛ وتظلم فلان: أي: نفى الظلم عن نفسه؛ وتظلم من فلان: شكا من ظلمه. ومعنى قول العرب في أمثالها: من أشبه أباه فما ظلم: أي: ما وضع الشبه في غير موضعه .
وقد جاء لفظ (ظلم) في القرآن باشتقاقاته المختلفة في أكثر من مائتي موضع؛ وأكثر ما جاء بصيغة الفعل، كـقوله تعالى: { ظلم } (الكهف:87)، و{ أظلم } (البقرة:20)، و{ يظلمون } (البقرة:57)، و{ تظلمون } (البقرة:279)، و{ يظلم } (النساء:40)، و{ ليظلمهم } (التوبة:70)، و{ ظلمتم } (البقرة:54)، و{ ظلمهم } (آل عمران:117)، و{ ظلموا } (البقرة:59)، { ظلمت } (يونس:54)، { ظلمناهم } (هود:101)، و{ ظلمونا } (البقرة:57)، و{ ظلمك } (ص:24)؛ وجاء بصيغة اسم الفاعل بدرجة أقل، كـقوله سبحانه: { ظالم } (الكهف:35), و{ ظالمون } (البقرة:51)، و{ ظالمة } (هود:102)؛ وجاء بصيغة الاسم في ستة عشر موضعاً، من ذلك قوله تعالى: { فبظلم من الذين هادوا } (النساء:160)، وجاء بصيغة الاسم المشبه بالفعل في موضعين، أحدهما: قوله تعالى: { إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم } (النساء:97)؛ وجاء مرة واحدة بصيغة اسم المفعول، وهو قوله تعالى: { ومن قتل مظلوما } (الإسراء:33) .
وتوارد هذا اللفظ في القرآن على هذه الشاكلة، من حيث الكثرة، ومن حيث تنوع الاشتقاقات، لا بد أنه يحمل دلالات عدة، يبدو لنا منها أمران:
أحدهما: أن القرآن الكريم أراد أن يصف كل عمل لا يوافق ما أمر الله به ورسوله بأنه ظلم؛ لأنه خروج وإعراض عن أمر الله ورسوله؛ ويكون ذلك إما بظلم الإنسان لنفسه، كتركه للأوامر، وإتيانه للنواهي؛ وإما بظلمه لغيره، كأكله أموال الناس بالباطل .
ثانيهما: دعوة القرآن المسلم إلى تجنب الظلم ومحاربته؛ لأن الظلم ليس من صفات المؤمن الحق .
ثم إن الظلم ليس على درجة واحدة، بل هو درجات ومراتب؛ فمنه ظلم بين الإنسان وبين خالقه، وأعظمه الكفر، والشرك، والنفاق، قال تعالى: { إن الشرك لظلم عظيم } (لقمان:13)، وقال سبحانه: { والكافرون هم الظالمون } (البقرة:254)؛ وظلم بين الإنسان وبين الناس، قال تعالى: { إنما السبيل على الذين يظلمون الناس } (الشورى:42)؛ وظلم بين الإنسان ونفسه، بإرهاقها بالذنوب والمعاصي، وتفريطها في حق الله، قال تعالى: { فمنهم ظالم لنفسه } (فاطر:32). وهذه الأقسام الثلاثة عند التحقيق والتدقيق ظلم للنفس؛ فإن الإنسان أول ما يهمُّ بالظلم فقد ظلم نفسه، فالظالم - بداية ونهاية - ظالم لنفسه؛ لذلك قال تعالى في أكثر من موضع من كتابه: { وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون } (آل عمران:117) .
بقي أن نعلم، أن مادة (ظلم) في القرآن وردت على معنى آخر مغاير لما نحن فيه، وهو معنى (الظلمة) المقابل لمعنى (النور)، وحديثنا هنا لا يتناول هذا المعنى
لفظ (جور)
و(الجور) في أصله اللغوي: العدول عن الطريق، يقال: جار جوراً، إذا مال عن الجادة؛ ثم جُعل ذلك أصلاً في كل عدول عن الحق؛ فقالوا: جار القاضي في حكمه: إذا فارق جادة الاستقامة، ومال إلى أحد الطرفين .
وهذا اللفظ لم يرد إلا مرة واحدة في القرآن، وجاء بصيغة اسم الفاعل، وذلك قوله تعالى: { وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر } (النحل:9)؛ و(القصد): هو استقامة الطريق؛ يقال: طريق قاصد: أي: مستقيم. و(السبيل) هنا: الهداية والرشاد. و(الجائر): الحائد والمائل والزائغ عن الحق؛ وهو هنا في مقابلة (القصد) كنى به عن طريق غير موصل إلى المقصود،أي إلى الخير، وهو المفضي إلى ضر، فهو جائر بسالكه
لفظ (رهق)
هذه المادة اللغوية تدل على أمرين: أحدهما: غشيان شيء لآخر؛ يقال: رهقه الأمر: إذا غشيه بقهر، وأرهق القوم الصلاة: إذا أخروها عن وقتها، حتى يقترب وقت الصلاة الأخرى؛ ورهقه: دنا منه، وصبي مراهق: قارب البلوغ؛ ويقال: رجل فيه رَهَقٌ: إذا كان يخف إلى الشر ويغشاه. ثانيهما: العجلة والظلم .
ولفظ (رهق) ورد في القرآن في عشرة مواضع؛ جاء في ثمانية منها بصيغة الفعل، من ذلك قوله تعالى: { ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة } (يونس:26)؛ وجاء في موضعين بصيغة الاسم، أحدهما: قوله سبحانه: { فزادوهم رهقا } (الجن:6)، وثانيهما: قوله تعالى: { فلا يخاف بخسا ولا رهقا } (الجن:13) .
ومعنى قوله: { فلا يخاف بخسا ولا رهقا }، أي: لا يخاف نقصاً في عمله وثوابه، ولا ظلماً ومكروهاً يغشاه. وثمة أقوال أُخر في تفسير الآيتين
لفظ (هضم)
أصل (الهضم) في العربية: النقصان، ومنه قيل للمنخفض من الأرض: هضم، والجمع أهضام. ومادة هذا اللفظ تدل على كسر وضغط وتداخل؛ تقول: هضمت الشيء هضماً: إذا كسرته، ويقال: هضم فلان فلاناً: إذا ظلمه وغصبه حقه، فهو هضيم؛ ويقال: امرأة هضيم: أي: ضامرة البطن، ومنه قولهم: قد هضم الطعام: إذا ذهب. وهضمت لك من حقك: أي: أنقصتك؛ والمتهضم: الظالم .
وهذا اللفظ ورد في القرآن مرتين؛ أولهما: قوله تعالى: { ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما } (طه:112) .
قال الماوردي في تفسير قوله تعالى: { فلا يخاف ظلما ولا هضما }، فيه وجهان:
أحدهما: فلا يخاف الظلم بالزيادة في سيئاته، ولا هضماً بالنقصان من حسناته، قاله ابن عباس رضي الله عنهما، والحسن، وقتادة .
الثاني: لا يخاف ظلماً بأن لا يجزى بعمله، ولا هضماً بالانتقاص من حقه، قاله ابن زيد . قال ابن عاشور ما حاصله: ويجوز أن يكون (الظلم) في الآية بمعنى النقص الشديد؛ كما في قوله تعالى: { ولم تظلم منه شيئا } (الكهف:33)، أي: لا يخاف إحباط عمله، وعليه يكون (الهضم) بمعنى: النقص الخفيف، وعطفه على الظلم على هذا التفسير من باب تأكيد نفي وجود أي ظلم كان .
والموضع الثاني الذي ورد فيه هذا اللفظ، قوله سبحانه: { وزروع ونخل طلعها هضيم } (الشعراء:148) (الهضيم): بمعنى المهضوم، وأصل الهضم كسر الشيء حتى يلين، والمراد هنا أنه يخرج تمراً جيداً
لفظ (ضيز)
أصل هذا اللفظ يدل على المنع والنقص؛ قال الكسائي: يقال: ضاز يضيز ضيزاً: إذا ظلم، وتعدى، وبخس، وانتقص .
وهذا اللفظ لم يرد في القرآن إلا مرة واحدة، وذلك قوله تعالى: { تلك إذا قسمة ضيزى } (النجم:22). وقد ذكر الماوردي في تفسير هذا اللفظ أربعة أقوال:
أحدها: قسمة عوجاء، قاله مجاهد .
الثاني: قسمة جائرة، قاله قتادة .
الثالث: قسمة منقوصة، قاله سفيان وأكثر أهل اللغة .
الرابع: قسمة مخالفة، قاله ابن زيد .
والمتأمل في هذه الألفاظ التي أتينا عليها، يجد أن ثمة معنى مشتركاً يجمع بينها، وهو عدم القيام بالأعمال على الوجه المطلوب، ومنافاتها لمنطق العدل، ومجانبتها لمبدأ الصواب .
وعلى الرغم من وجود هذا القاسم المشترك بين هذه الألفاظ، إلا أن بينها أيضاً فروقاً لغوية مبثوثة في كتب أهل اللغة؛ من ذلك ما ذكروه من فرق بين الجور والظلم، فقالوا: إن الجور خلاف الاستقامة في الحكم وفي السيرة، تقول: جار الحاكم في حكمه، والسلطان في سيرته، إذا فارق كل منهما الاستقامة في ذلك؛ والظلم ضرر لا يمكن تعويضه غالباً، سواء كان من سلطان أو حاكم أو غيرهما؛ ألا ترى أن الخيانة في المال تسمى ظلماً، ولا تسمى جوراً، فإن أُخذ ذلك المال على وجه القهر أو الميل سمي جوراً. ومن أوجه الفرق بينهما أيضاً، الافتراق في نقيضهما؛ فقيل في نقيض الظلم: الإنصاف، وهو إعطاء الحق على التمام؛ وفي نقيض الجور: العدل، وهو العدول بالفعل إلى الحق .
وقالوا في الفرق بين الهضم والظلم: إن الهضم نقصان بعض الحق، ولا يقال لمن أُخذ جميع حقه: قد هُضم. والظلم يكون في البعض والكل، ويقال في الكثير والقليل، وفي الذنب الكبير والذنب الصغير؛ ولذلك قيل لآدم عليه السلام في تعديه: ظالم. وقيل لإبليس: ظالم، وإن كان بين ظلميهما من البون ما لا يخفى .
وقال بعض أهل التفسير، وظاهر قوله تعالى: { فلا يخاف ظلما ولا هضما } أن بينهما فرقاً؛ وذلك أن الظلم منع الحق كله، والهضم منع بعضه، فكل هضم ظلم، ولا ينعكس